ربيعان في حوار
سليم الخليفاوي
الربيع أحد فصول السنة وهو اجمل الفصول لوناً وازكاها
رائحةً ، معروف الوقتِ محدد الزمانِ ، يُعطي للناسِ راحةً وعلى شفاههم إبتسامة ،
بهيّ المنظر رائحته كالعنبر .
هذا هو ربيعنا الفصلي يأتي في كل سنة مرة يعرفه الجميع
ولكن شاء القدر ان يلتقي هذا الربيع مع ربيعٍ آخر وهو ( الربيع العربي ) وحدث
بينهما حوار طويل ليس بالممل وها هو
الحوار ..
الربيع الفصلي :
أنا المرغوب أنا المحبوب ، أنا الذي تنتظرني الأشجار فتفتّح
الأزهار وتُثمر الثمار .
الربيع العربي :
انا الارغب أنا الأحب ، أنا الذي أكثر انتظاراً وأكبر
ازهاراً وأطيب ثماراً .
الربيع الفصلي :
يا هذا أتتفاخر عليّ بازهارك التي لم تتفتّح وبثمارك
التي لم تتلقّح ولم تُعرف بعد أحلوة هي ام مرة ؟
وها انا لم يبقَ لي إلا اياماً
قلائل حتى أعم بجمالي كل العالم .
الربيع العربي :
مهلاً مهلاً لا
تقل جهلاً ، فازهاري تفتّح وثماري تلقّحت
وبعضها نضجت
فتونس ومصر وليبيا تشهد والبحرين وسوريا واليمن تكافح
حتى تسعد
وها انا اسير حثيثاً حتى أعم العالم اجمع ، وانت يا مسكين
الى الآن تنتظر معيادك وما زلت بكلامك تلمّع .
الربيع الفصلي :
أنا صدايّ زقزقة عصافير .. وأنت صداك صوت انفجارات
أنا دموعي الندى ... وأنت دموعك قناني المسيلات
أنا أأتي للناس رحمة ونعمة ...وأنت أتيتهم رعباً ونقمة
فأنا الأفضل وأنا الأفلح .. وأنت الأتعس وأنت الأقبح
أنا أصيل ...وأنت عميل
فعمالتك لأمريكا بائنة .. ولأهل البصر واضحة
أفبعمالتك تفخر ؟ .. أم بخداعك تتبختر ؟
الربيع العربي :
إذا كانت لديك هل هذه المفاخرات
فعلامَ كل هذه التجاوزات ؟
فوضعي لا يشبع وضعك .. وامري يختلف عن امرك
فلا قيمة لزقزقة عصافيرك .. اذا كان الناس تعيش تحت
الذلة
ولا معنى لدموعك ...إذا كان الناس لا تملك مهنة
فنقمتي ليست نقمة .. ورحمتي هي الرحمة
فنقمتي فيها الشهادة .. ورحمتي فيها السعادة
فوجودي من دون الطاغي هو الأفلح
ووجودك بوجود الطاغي هو الأقبح
فأنا أصيل .. ورأيك هزيل
فأتهامك وجهه كالح ولأهل البصيرة واضح
فانت تعيش حالة المؤامرة واصحابك تدور بهم الدائرة
فالطغاة كلهم ادوات امريكية وسقوطهم كان بفضل من رب
البرية
فحذاري ان تتبختر ... فبعدك عن الرب يظهر
الربيع الفصلي :
يا عربي غلبتني وبجوابك افحمتني
فانا اعتذر إن كنت تقبل إعتذاري
فأنت فخري وأعتزازي
ولكن قل لي ما هو حالك لو سرقوك من أيدي الثوار فعندها
يكون العار ؟
الربيع العربي :
أنا لا أبحث عن الغلبة ولا أُريد ان أظهر بمظهر العظمة
قبلتُ اعتذارك وأنستُ بحِوارك
اما عن السؤال الأهم من جنابك المكرم
فأقول :
هذا شأن الثوار وليس شأني
فهم من يجلبون الطابوق وأنا أبني
فهي دارهم وفيها قرارهم
فإن أرادوا ...بنوها وفيها سعادتهم
وإن أرادوا ...هدموها وفيها تعاستهم
وإن سرقوها منهم فهم الاغبياء الاشقياء
وإن حفظوها فهم الأغنياء السعداء
فهذه ... مسؤوليتهم
وما عليّ سوى نصيحتهم
والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق