السبت، 25 مايو 2013

توحيد الخطاب والعمل






ان مقارنة القول بالعمل منهج توجبه الشرائع السماوية والفطرة الانسانية وتدعو له الحالة الاجتماعية لان فيه النجاة والامن والامان وفيه الراحة والطمانينة ،فاي خلل في احد هذين الركنين يكون المصير الشطط والزيغ عن الحق والمنهج الانساني ، نعم القول والعمل الذين نتكلم عنهما هما الصالحين بالتاكيد لانه لا يمكن تحقق الصلاح والاصلاح عن طريق الفساد والافساد ، اذن لا بد من مقارنة القول بالفعل .
اننا اليوم وخصوصا في العراق نعيش حالة من الشحن الطائفي والعرقي ومن الفساد المادي والاداري الذي زاد من حدتهما والذي يوجب علينا ان يكون هناك توحيد في الخطاب المقرون بالعمل ،الخطاب الذي يدعو الى التهدئة والى الصلاح والعيش بامن وامان ، الخطاب الداعي لحقن فتيل الفتن التي تجتاح المجتمع ، الخطاب الداعي الى محاربة الفساد وصاحبه مهما كان انتماؤه او دينه ، الخطاب الوحدوي الذي لا يفرق بين صاحب الدين من عدمه فضلاً عن كون الشخص سنياً او شيعياً ، نحن اليوم بأمس الحاجة الى هذا الخطاب والى هذا الفعل .
قد مرت علينا قبل يوم مناسبة عظيمة ولد فيها شخص جعل وحدة الخطاب المقرونة بالعمل منهجاً له ولأصحابه ، شخص قال في رسالته الى مالك الاشتر " ... الناس صنفان اما اخ لك في الدين او قرين لك في الخلق .. " انه علي عليه السلام وهو صوت العدالة الانسانية كما اسماه الكاتب المسيحي جورج جرداق ، فاذا كان المسلمون - شيعة وسنة - يعترفون بعلي (عليه السلام )وبعدالته ومنهجه الاصلاحي الانساني ، اذن لماذا هذا التشرذم والتقاتل والتشاحن بين الطرفين ؟ واذا كان 
المسلمون يقرّون بعدم وجد ظلم او فقر في زمن خلافة وامامة علي عليه السلام فلماذا اليوم يعيشون في اشد ظلم وفقر وجوع وحرمان ؟ والاجابة واضحة وهي ان اكثرهم يقولون ويفعلون خلاف المنهج الاسلامي الانساني الذي رسمه علي عليه السلام ، وربما قائل يقول كيف يكون ذلك ونحن نجد خطابات كثيرة تندد بالطائفية والفساد وتدعو الى الوحدة ؟ فاقول : ان اكثر هذه الخطابات هي مجرد تصريحات اعلامية لأنه لو نظرنا الى افعال اصحابها نجدهم قمة في الطائفية والفساد ، اما الخطاب الوحدوي الحقيقي يتعرض الى تعتيم وربما تشويه اعلامي يجعل منه خطاباً غير قادر على التأثير بصورة كبيرة على المجتمع الذي يتعرض الى هجمة طائفية كبيرة والى فساد مالي واداري جعل العراق يتربع على قائمة اول الدول فساداً ، فاذا كنا جديين بالبحث عن النجاة والمستقبل المشرق لعراقنا ولعالمنا لا بد علينا من توحيد الخطاب الوحدوي الحقيقي الرافض لكل انواع الظلم والفساد والطائفية وان يكون هذا الخطاب مقروناً بالعمل الصادق الواقعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق