الشعائر للسلطة أو السلطة للشعائر ؟؟
إن المتتبع للوضع العراقي وخصوصا ما بعد سقوط
النظام 2003 ( احتلال العراق ) يجد أن هناك جدلية ساخنة بين
من يقول ( الشعائر للسلطة ) وبين القائلين أن ( السلطة للشعائر ) والفرق بين
القولين هو أن الأول يقصد بـ ( الشعائر للسلطة ) هو أن تكون الشعائر الإسلامية
وبالذات الحسينية مسخرة ووسيلة لدعم السلطة وتقويتها وإظهارها بمظهر الأب الحنون وأنها
هي راية الإسلام والمذهب وهذا يعني أن
الشعائر في خدمة السلطة وعلى هذا الأساس سيُستغفل الناس باسم الشعائر ويكسب ودهم
وتُنسى همومهم ومظلومياتهم بإسم الشعائر الحسينية فلسان حال المسؤولين والسياسيين
يقول ( أيها الإنسان المسلم والموالي لا يهم أن تجوع أو تعرى المهم هو المذهب ...المهم
هي الشعائر الحسينية فأنسى جوعك وعطشك ومظلوميتك وتذكر وتأسى بجوع وعطش ومظلومية
الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه وبذلك
افرغوا الشعائر من محتواها وحركيتها وديموميتها التي كانت تستمدها من ديمومية
وحركية الحسين (عليه السلام) وجعل من
الشعائر وسيلة دنيوية وليس أخروية .
أما الفريق الأخر وهم القلة ..أصحاب قول ( السلطة للشعائر ) يسعون جاهدين بان تكون
السلطة في خدمة الشعائر من خلال التطبيق الحقيقي للمبادئ التي ضحى من اجلها الحسين
(عليه السلام) ومن أهمها رفض كل أنواع الظلم والاستعباد والاستخفاف ، وان
يكون الإنسان المؤمن إنساناً حراً كريماً لا يرضخ لمغريات الدنيا والأموال وهذه من أهم الأسس التي رسخها الحسين في طف
كربلاء بمقولته الشهيرة ".... أن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد ،
فكونوا أحراراً في ديناكم ) فالحر لا يبيع دينه وعرضه ووطنه بحفنة من الدراهم أو
ببعض من المراهنات والتنازلات
السياسية
قال الشاعر :
الحرُ يأبى أن يبيع ضميره ...بجميع ما في الأرض
من أموالِ
وما زال الصراع قائما بين الفرقين بالرغم من أن
نتائج الفوز ولعدة سنين تحسم لصالح الفريق الأول
( الشعائر للسلطة ) نأمل بان يزداد
أنصار الفريق الثاني حتى تعود الشعائر إلى
سابق عهدها حيث كانت تمثل كابوسا مرعبا بوجه كل المفسدين والظالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق