القلق
ان القلق هو من المشاعر الإنسانية الأساسية مثله مثل الفرح والحزن والخوف .. ويعني القلق الشعور بالتوتر والترقب والإحساس بالخطر العام وهو يعني أيضاً عدم الاطمئنان ويمكننا القول" إن قليلاً من القلق لابأس فيه" لأنه يحضر الإنسان لمواجهة الحياة اليومية ويجعله مستعداً بشكل أفضل لدرء المخاطر وإتقان تصرفاته و أعماله المتنوعة ، ويوصف العصر الحديث بأنه عصر القلق .. لأن فيه تغيرات سريعة وحادة ومفاجئة .. وفيه أزمات وتغيرات اجتماعية واقتصادية وتقنية وفكرية متنوعة ،والإنسان المعاصر عليه أن يتكيف مع جملة من المتغيرات وأن يلحق بها ،وهو معرض للقلق والاغتراب والإحباط بشكل مستمر ، ان القلق الذي اريد التحدث عنه هنا هو بمعنى التردد في اتخاذ القرار في المواقف الحاسمة والتي تتطلب من الانسان ان يكون له موقفاً فيها وهذه المواقف تعتمد على ايمان الشخص وارادته القوية تجاه الهدف الذي ينشده فكلما كان الهدف والمبدأ مقدس ينبغى ان لا وجود للقلق فيه لان القلق هو اداة لدك الارادة مهما كانت قوية وبهذا يحدث التخبط باتخاذ القرار ويصبح الانسان غير قادر على الدفاع عن الهدف والمبدأ الذي يؤمن به ، ان الزمن الذي نعيشه يبين لنا وبشكل لا يقبل الشك ان المجتمعات تعيش حالة القلق بأعلى مستوياته وهذا يعني ان هذه المجتمعات غير مؤمنة باهدافها التي تنادي بها او ان ايمانها ناقصاً مما يجعل الارادة ضعيفة فيكثر التخبط في اتخاذ القرارات وتذهب الاهداف والمبادىء ادراج الرياح ، نحن اليوم بأمس الحاجة الى تقوية إيمانا بمبادئنا وأهدافنا سواء كانت هذه الاهداف وطنية أو دينية او غيرها حتى يمكن لنا ان نصنع تاريخنا مشرقاً ومجتمعاً صالحاً نعيش وننعم فيه بسلام .
قد يكون ايمان الشعوب الناقص باهدافها دافعاً من دوافع القلق .... ولكن اعتقد ان هذه الشعوب لها المبررات الانسانية المعقولة بعد اجيال مكبوتة وحريات مقموعة وممالك مفروضة
ردحذفنعم استاذ ذو الفقار ربما يكون لها المبررات الانسانية
ردحذفولكن ان تكون دائما تعيش وسط الظلم والحرمان فهذا ما لا يقبله اي انسان
تحياتي