السبت، 14 يناير 2012

المثقفون بين التملق والحقيقة


المثقفون بين التملق والحقيقة

التملق : هو سلوك قلما ينجو منه إنسان ، وهو أشبه بالنفاق  ، فكل منهما يعني إبطان شيء وإظهار شيء أخر ، فالنفاق إظهار الإيمان وإبطان الكفر، والتملق إخفاء الحقيقة وإظهار التأييد والموافقة ممزوجة بالتذلل والخضوع للمتملق إليه فرداً كان أو جماعة .
وما أكثر المتملقين في هذا الزمان وهؤلاء  نجدهم يحيطون بالمستكبرين والطواغيت ... يحيطون بأصحاب الرئاسة والمنصب رغبة في المال والجاه والحياة وخوفا من بطش الحكام والرؤساء ، فالمتلقون هم الذين يزينون للحاكم الظالم سوء عمله ويجعلون من أمره وحكمه بأنه الحق الذي لا يمكن أن يخالفه احد أو يعترض عليه حتى وان كان هذا الأمر أو الحكم فيه هلاك الحرث والنسل ، فأهم ما في الأمر هو انه لا يؤثر على مصالحهم  ، فهم وعاظ السلاطين الذين يلبسون لباس الدين أو الوطنية  وفي الحقيقة يلحسون الفضلات من الأموال والهدايا والموائد ، وهؤلاء المتملقون على أنواع وأشكال مختلفة منهم من هو رجل دين ومنهم من هو شخص ذو مكانة اجتماعية عشائرية كانت أو غيرها ومنهم الكاتب والشاعر والفنان والصحفي وغيرهم .
نعم يوجد من المثقفين من هم أقلامهم ومواقفهم أمضى من السيف بوجه الظلم والاستكبار بالرغم من قلة عددهم  ، فهؤلاء المثقفون الحقيقيون يواجَهون بعدم الاكتراث والاهتمام من قبل أصحاب السلطة ومحاولة التعتيم عليهم والتقليل من شأنهم وإذا استوجب الأمر أن تُشن عليهم هجمات التسقيط والتشهير بهم فأنها ستُشن بكل أشكالها .
أما المثقفون المتملقون وهم الكثرة فهؤلاء نجدهم في كل مؤتمر أو مناسبة ... هم المدعوون !! وهم من تسلم لهم جوائز الإبداع والثقافة والمواقف المشرفة !!!.
وفي الختام أقول
إن ما مر ويمر به العراق وشعبه من ويلات ومصائب ومحن كلها بسبب أولئك المثقفين المتملقين وهم ابعد ما يكون عن الثقافة .
 فهم من برر الاحتلال وأفعاله ...
وهم من غلّف الاستبداد والاستكبار السلطوي بغلاف الدين والوطنية ...
وهم من خدع الناس بهذه الأساليب الماكرة الخبيثة حتى أصبح الاحتلال تحرير  والقتل والقهر والجوع والترويع  حرية وديمقراطية وانفتاح على الخارج ....
وهم من دمر العراق قبل الاحتلال وبعد الاحتلال ....
ويبقى الأمل مرهون ومعقود بالمثقفين الحقيقيين أصحاب الأقلام والمواقف الوطنية الصادقة ، الذين لم تغرهم أموال وواجهات وموائد السلطان ...
فهم  الذين قد جعلوا مصلحة العراق وشعبه فوق كل مصلحة ..نتمنى لهم الاستمرار في عملهم النبيل هذا حتى يمن الله تعالى على العراق وشعبه  بالاستقلال والأمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق